University Publications

موضوع هذه الدراسة هو ظاهرة الهجرة الداخلية وأثرها على تغير القيم والعادات الإجتماعيه لدي المهاجرين لولاية الخرطوم . فقد هدفت الدراسة لمعرفة الأسباب التي تدفع بالمهاجرين خارج مواطنهم الأصلية وإلى اي مدي يؤثر إختلاطهم بحياة المدينة ذات الإيقاع السريع والقيم المختلفة على تغير قيمهم وعاداتهم الإجتماعيه . كما هدفت لمعرفت تأثير الهجره علي إرتباطهم وإنتمائهم لمناطقهم الاصلية . اُختير مجتمع الدراسة من اُسر قبيلة الدناقلة المهاجرين إلى العاصمة القومية الخرطوم في الفترة بين عامي (1960- 1990) المقيمين بحي الكلاكلة الوحدة التابع لمحافظة جبل اولياء حيث تقيم به حوالي ثلاث ألف اُسرة من قبيلة الدناقلة، وقد تم أخذ عينة عمدية قوامها مائتي اُسرة مع مراعاة ان يكون الزوج والزوجة على قيد الحياة. توصلت الدراسة إلى أن سوء الأوضاع الاقتصادية وضيق سبل العيش بمناطق الأصل هي اهم الاسباب التي تدفع بالمهاجرين خارج مواطنهم الأصلية، هذا بالإضافة إلى تركز الخدمات المختلفة بالعاصمة القومية. خلصت الدراسة أيضاً إلي أن الهجرة عملت على تغير بعض قيم المهاجرين، فقد تغيرت نظرة المجتمع للمرأة إرتفعت قيمة عملها وقدرتها على تحقيق نجاح في غير الأعمال المنزلية، بالإضافة لقدرتها على تحقيق نجاح كقيادة للرجال في مواقع العمل, كما تغيرت النظره لقضية تعليم المرأة فقد اكتسبت حقاً في أن تنال فرصه مساويه لفرصة الرجل .في التعليم . أما قيمة كبار السن فقد تأثرت بالهجرة حيث فقد كبير السن السلطة والهيبة التي تمكنه من إجبار أفراد العائلة على تنفيذ أوامره رغم أنه إحتفظ بمكانته الروحية وحقه في الرجوع إليه ومشاورته فيما يتعلق بمشاكل الاسرة أو العائلة. تغيرت كذلك بعض عادات المهاجرين تأثرا بالهجرة، فقد تغيرت بعض العادات الخاصة بطقوس النّفاس عند قبيلة الدناقلة، أما عادة خفاض الإناث فمازال الكثيرين حريصين على ممارستها. توصلت الدراسة أيضاً إلى أن الهجرة لم تقلل بدرجة كبيره من إرتباط المهاجرين بمناطقهم وإن أثرت بدرجه ليست قليله على شعورهم بالإنتماء إليها.