أقامت جمعية الآثار بقسم الآثار بكلية الآداب بجامعة النيلين معرضاً للآثار السودانية.. جمعية الآثار بالجامعة سجلت صوت شكر للهيئة القومية للآثار والمتاحف على تعاونها بإعارة الجمعية القطع والصور التي تَمَّ عرضها والتي غطت الخارطة الآثارية في السودان متمثِّلةً في فترات العصور الحجرية Lithic/Stone Periods والتي تُعْرَف أيضاً بفترات ما قبل التاريخ Prehistoric Periods بأقسامها الثلاث (العصر الحجري القديم، العصر الحجري الوسيط والعصر الحجري الحديث) وثقافات ما قبل كوش وحضارات كوش بأقسامها الثلاثة (كرمة، نبتا ومروي) والفترة المسيحية والفترات الإسلامية الباكرة.
أستاذ عبد القادر الخزين أفاد بـ "أنَّه من المعلوم أنَّ الأدلة الآثارية على العصر الحجري القديم في السودان جاءت من موقع خور أبي عنجة بأمدرمان، والأدلة على العصر الحجري الوسيط جاءت من الموقع الآثاري بمستشفى الخرطوم، فيما جاءت الأدلة على العصر الحجري الحديث من عِدَّة مواقع منها موقع الشاهيناب – بأم درمان ومواقع أخرى منها موقع الكدرو – شمال الخرطوم بحري، وأنَّ المتخصصين – على مستوى العالَم - يولون الأدلة النادرة التي قدمها السودان للعصر الحجري الوسيط أهمية خاصَّة، ويتفقون على أنَّ العصر الحجري الحديث هو عصر استئناس الحيوان وإكتشاف الزراعة وتحوُّل الإنسان من مُعْتَمِدٍ على الصيد وجني الثمار البرية إلى مربي حيوان ومزارع – وقد ترتب على استئناس الحيوان وإكتشاف الزراعة توفُّر جهدٍ ووقت نتج عنه تطور المهارات وإستقرار المجموعات ومن ثَمَّ ظهور الحضارات.. وبالنسبة للحضارات السودانية القديمة فقد جاءت الأدلة على ثقافات ما قبل كوش ثم حضارة كوش القديمة (كرمة) من منطقة كرمة، وجاءت الأدلة على فترة نبتا من جبل البركل بكريمة شمال السودان وجاءت الأدلة على فترة مروي من منطقة البجراوية شمال شندي؛ وبالنسبة للفترة المسيحية جاءت الأدلة من عدد من المواقع الآثارية منها موقع سوبا عاصمة مملكة علوة المسيحية بوسط السودان - منطقة شرق النيل بالخرطوم وموقع دنقلا عاصمة مملكة المقرة المسيحية بشمال السودان؛ فيما جاءت الأدلة على الفترات الإسلامية الباكرة من عدد من المواقع موزعة على الأجزاء الشرقية والشمالية والغربية للسودان ومنها آثار سلاطين دارفور بمنطقة تورا شمال جبل مرَّة"، ويضيف أستاذ الخزين "انَّ آثار الموتى Archaeology of Death تقدِّم إضاءات هامَّة في حال غياب آثار الإستيطان – مثلما هو الحال في كثيرٍ من أجزاء السودان".
بروفيسور خضر آدم عيسى قال "إنَّ فكرة معارض الآثار بالجامعات – التي بها أقسام للآثار - فكرة تسدُّ الكثير من الفراغات المتعلقة بالفهم العام للآثار، وذلك يساعدنا كثيراً في إشراك المجتمع في مهمة حماية الإرث الثقافي السوداني Sudan Cultural Heritage" [...] وأضاف "نتطلع أن تحوي المعارض القادمة نتائج البحوث الجارية حالياً ومنها أبحاث النيل الأبيض والنيل الأزرق والشلال الخامس بولاية نهر النيل".