ان سير وراء تفاوض لا بد ماهية شروط والأهداف لأي موضوع نسير نحو اتجاهه ومن هنا نبدأ بحثنا عن شروط وتركيز بذلك عن الآيات والأحاديث لأنهما مصدران يُعتمد عليهما في مجال تفاوض وهي من عمدة العنوان وكذلك تطرقت الى نماذج من السنة النبوية الصحيحة في كيفية تعامل مع المخالفين وغير المسلم متمثلة بالنصارى كنموذج فعال نسير نحو هذا البحث لقد أصبح ميدان التفاوض من أهم الميادين العلمية ذات التأثير في التعامل اليومي نتيجة للازدياد في حجم العلاقات بين الأفراد والمؤسسات على اختلاف مستوياتها وأشكالها . فالإنسان لا يكاد يمر يومه إلا ومع كل موقف عملية تفاوضية تحتاج إلى وقت وجهد كبير ويلجأ الإنسان إلى ذلك لتحقيق التلائم بين هذه المواقف وبين مصالحه التي لا تتم إلا من خلال هذه العملية والعملية التفاوضية ما هي إلا نشاط يمارسه الإنسان كل يوم لبلوغ غاياته وتحقيق أهدافه ولأنها عملية مرتبطة بالإنسان فهي موجودة ومنذ وجوده. تعتبر المفاوضات ( Negotiations) من الموضوعات الواسعة والمهمة في الحياة المعاصرة سواء كانت على مستوى الأفراد أو المنظمات حيث يطلق البعض على هذا العصر (عصر التفاوض) كونه عمل حيوي وضروري لحل التناقضات والصراعات والخلافات فهو أسم ذات معنى يتفرع من خلاله الى عدة معاني والفاظ ومن ذلك جاءت هذه العملية المحتومة, لتجسد لنا حياة الناس من مختلف الطبقات على مستوى فعال ولهذا كل عمل لا بد له من جلوس تحت مائدة مذكرة تفاهم للوصول الى نقطة بدأنا بها وننتهي بها إضافة إلى أنه وسيلة هامة لتبادل الآراء والأفكار والوصول إلى حالة من الرضى والاقتناع حول المسائل العالق. ونذكر أنه حتى الآن لا توجد نظريات عامة أو خاصة بالتفاوض غير أنه يوجد هناك بعض المناهج أو المداخل النظرية المتطورة , والتي يمكن تسميتها مجازاً (نظريات في المفاوضات) وللحاجة الدائمة في حياتنا لعملية التفاوض الأمر الذي يستوجب بيان أهمية التفاوض, نحتاج الى إبراز شخصية المفاوض بحيث يكون ملموماً حاذقاً, ذات طابع واسع ينظر الى ما وراء الخبر ويستكشف أمور ربما تكون خافية عليه ولا يطلع عليها من خلال جلسته وحواراته ومناقشته للحدث يتضح له ما في داخل صندوق من رؤية وبصيرة يتم بعدها ما يتفق ويخالف المضمون, التفاوض ربما يكون الحل الأنسب والاشمل للجميع.